ربى الخصاونة - لم تمنع الاعاقة البصرية الاربعيني خالد الحايك (أبو مالك) من العمل بائعا متجولا في شوارع اربد؛ ليحقق لعائلته الكفاف ويقيهم شر العوز والفاقة.
أبو مالك الذي فقد بصره في الثالثة من عمره نتيجة مرض فيروسي يمضي سحابة يومه سائرا على قدميه في شارعي الهاشمي والسينما يحمل لوحا خشبيا عليه صناديق حلوى.
يقول الحايك لـ (بترا) انه يعيش راضيا بما قسم له، مؤمنا بأن "القرش الحلال بركة"، مقتنعا بأن ما يحصل عليه من نقود قليلة لا تتجاوز أحيانا الدينارين، تسد ولو جزءا بسيطا من حاجة أسرته للخبز، والطعام.
ويشيد بابي مالك صاحب محل يعرفه منذ أعوام، قائلا: ان الحايك يأبى أن يمد يده متسولا أو طالبا منة أو حسنة من أحد، رغم اعاقتة البصرية، ويعتمد على الله ثم على جهده ليعيش عفيفا مستورا بما يحصله من عرق جبينه.
يدهشك وهو يسير قاطعا الشوارع المزدحمة، وتزداد دهشتك حين تراه يعد النقود التي جمعها من عمله طيلة النهار ولا يخطىء بعدها او نوعها،لقد وهبه الله سبحانه وتعالى بصيرة عوضته عن نعمة البصر المفقود، ويعمل شتاء وصيفا منذ ساعات الفجر الأولى وحتى نفاد ما يحمله من بضاعة.
يقول: "أريد أن أوفر لأسرتي حياة كريمة، راجيا من الله ان يصبح ولدي مالك طبيبا،وحينئد أشعر أن بصري عاد لي من جديد".
ويضيف "على الرغم من كل المعاناة والمشقة في العمل فاني لا اشعر وبحمد الله بأي ضيق، ولكن ما يؤلمني كلمات من بعض المارة إثناء ارتطامي بأحدهم ،ومع ذلك فان هذا الأمر لا يجعلني أتقاعس عن العمل أبدا".
ويذكر الحايك ان جمعية الرضا للمكفوفين التي ينتسب إليها لا تقدم الرعاية اللازمة لهم ، مشيرا الى ان عددهم في محافظة اربد حوالي 400 شخص.
واقر رئيس الجمعية محمود التميمي بأن الدعم غير المناسب للجمعية من المؤسسات الحكومية يحول دون تحقيق أهدافها، وخصوصا الدعم المقدم من المجلس الاعلى لشؤون المعوقين الذي لا يكفي لأقراض ثلاثة مكفوفين.
واشار الى أن الجمعية تعمل على تحقيق أهداف عديدة تتمثل بتنمية مشروعات صغيرة يديرها الكفيف، وتقديم منح قروض طويلة، وتعليم الكفيف على الكتابة بطريقة بريل ليتمكن من القراءة. - ( بترا )