يشارك حشد من أبرز الفنانين الأردنيين في حلقات البرنامج الرمضاني "سوا بتهون"، مؤكدين على حسهم الإنساني الرفيع تجاه المحتاجين، كما تمثل مشاركتهم تلك رسالة للمواطنين للتضامن مع أشقائهم المحرومين والفقراء والمرضى.
وقال هؤلاء الفنانين خلال تصوير حلقات البرنامج إن مشاركتهم تجسد واجباً إنسانياً واجتماعياً للمساهمة في المساعدة في إيجاد حلول للقضايا المختلفة التي يواجهها إخوانهم وأخواتهم من أبناء المملكة من جراء تزايد الهموم والتحديات الاقتصادية اليومية التي يصادفونها.
وأردف بعض هؤلاء الفنانين قائلاً " كنا نرسل رسائل تحفز المواطنين على تبني سلوكيات معينة والابتعاد عن أخرى من خلال الدراما التلفزيونية، لكننا لم نكن قادرين على الحصول على التغذية الراجعة التي تعطينا تصورا كافيا حيال تأثير الدراما على سلوكياتهم، غير أننا نأمل أن يتحقق ذلك بشكل مباشر من خلال مشاركتنا المحرومين همومهم وعرض قضاياهم على أبناء الوطن الذين يوصفون بحبهم لوطنهم وحرصهم على التضامن والتكافل مع المحرومين والضعفاء".
و يُعرض البرنامج على شاشة "نورمينا" الفضائية خلال شهر رمضان المبارك، ويُتوقع أن يحظى البرنامج بحضور واسع نظراً لتناوله عدداً من الحالات الاجتماعية والإنسانية في مجتمعنا الأردني المتأثر من تردي أحوالها الاقتصادية.
وقد حرص القائمون على البرنامج تغطية حلقاته الثلاثين لسائر محافظات وألوية وقرى المملكة وبواديها، بهدف إعطاء صورة عادلة ودقيقة حول مواقع تواجد الأسر المتعففة والتي تعرضت لظروف أجبرتها على العيش بمستويات تقل كثيرا عن نظيراتها في المجتمع ذاته، إذ يسعى البرنامج لتحفيز المقتدرين على البذل والوقوف سنداً لجانب أشقائهم المستضعفين.
وفي هذا السياق أكد فنانون جابوا أرجاء المملكة مع أسرة فريق التحضير والتصوير على أن التوزيع الجغرافي المتبع مكن من إعطاء صورة حقيقية حيال أحوال العائلات الفقيرة والمستورة والمتعففة، كما منح المشاهدين صورة عادلة إزاء اختلاف حاجات المواطنين في شتى المناطق.
وجاء البرنامج مواكباً لصدور إحصائيات رسمية تفيد بتزايد ما يطلق عليه " الفقر المدقع"، فقد لحق الأزمات العالمية الأخيرة ارتفاع أسعار المواد الأساسية التي تعذر معها تغطية تلك الأسر لتكاليف معيشتها، ما تسبب في انزلاقها لمستوى الفقر المدقع.
ويراعي البرنامج – الذي يقدمه الزميل يزن خواص- ملامسة هموم الناس وحاجاتهم فضلاً عن أحوالهم الاجتماعية التي تأثرت مع توسع رقعة الفقر وجيوبه في أنحاء المملكة.
وتولى سفير النوايا الحسنة المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام" - المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة الدكتور نصير شاهر الحمود تغطية كافة احتياجات البرنامج وما يترتب عليه من منح عينية ومالية للمحتاجين من أبناء الوطن، على أن يقوم عدد من كبار الفنانين والرياضيين الأردنيين بتسليم المساعدات والمنح لتلك العائلات المحتاجة.
ويشارك في حلقات البرنامج فنانون يسلّمون تلك المنح للأسر المحرومة المتعففة كل من حسين السلمان ولارا الصفدي ومحمود سلطان وسهير عودة وعامر الخفش إضافة إلى الاعلامي لطفي الزعبي.
وتشمل القائمة أعلاماً معروفة في تاريخ الفن الأردني من بينهم فؤاد حجازي وأنور خليل وجميل براهمة وعثمان الشمايلة وحيدر الكفوف ويوسف يوسف وماجد زريقات وجهاد سركيس إضافة إلى توفيق الدلو وناديا عودة ورافع أحمد وفيصل حلمي وبسام المصري وأحمد عبندة.
وسيظهر خلال الحلقات نجوماً كباراً كان لهم بصمات واضحة في الدراما الأردنية وعلى رأسهم نبيل المشيني وزهير النوباني ومحمد القباني وشايش النعيمي.
ويغطي البرامج عدة نماذج وحالات من أبناء الأردن الذين يكابدون في توفير ما يفي حاجتهم وذويهم فضلا عن آخرين حرموا وأسرهم من الحياة الكريمة وفرص التعليم التي يتمتع بها غيرهم، إذ أظهرت تجربة فريق البرنامج خلال تصوير الحلقات الأولى منه مراهنة تلك الأسر المتعففة على أبنائها مصرين على منحهم حقهم في التعليم والرعاية، آملين بتحقيقهم التغيير المطلوب في حياتهم.
ويقول الحمود معلقاً على الهدف من البرنامج " يأتي شهر رمضان المبارك في عام صعب للغاية، إذ تزايدت نسب الفقر والبطالة في مجتمعنا الأردني، ما بات يستوجب معه الوقوف مع المحتاجين ومساعدتهم وحث الآخرين على الوقوف معهم في محنتهم".
وأكد على عمق وأصالة الثقافة الأردنية القائمة على التضامن والتكافل مؤكدا على أن الأردنيين يحرصون دوماً على تلبية حاجات أشقائهم وجيرانهم من دون تردد، فهم ينتمون لأمة كريمة، كما أنهم يسترشدون بهدي ثقافة هاشمية أصيلة.
وحول تواكب عرض البرنامج مع حملته الرمضانية التي دأب عليها سنويا والمتمثلة في توزيع طرود الخير، أكد الحمود استمرار تلك الحملة التي تعهد بعدم انقطاعها كجزء من مسؤوليته إزاء مجتمعه وأبناء شعبه المحتاجين.
وتشمل الحملة توزيع طرود غذائية تموينية من الأرز والسكر والزيت النباتي والعدس والشاي تكفي الفئات المستهدفة لأكثر من شهر.
وفي سياق مواز، قال الحمود إنه يمضي قدماً في إقامة موائد الرحمن الرمضانية للعام الحالي أيضا، على أن يترافق ذلك مع مواصلة مشروع توزيع الحقائب المدرسية للطلبة الفقراء بمرحلة التعليم الأساسي وغير ذلك من المبادرات الإنسانية.
ويذكر إن البرنامج من إعداد وتقديم يزن خواص، ويشارك بالإعداد عاطف ابوحجر، وخدمات إنتاجية رائد إبراهيم ومحمد ابومهدي، ومخرج منفذ عاطف ابوحجر، وتصوير وإخراج محمود طلفاح.
ومن المقرر عرض هذا البرنامج على قناة نورمينا في المواعيد التالية في الثالثة عصرا، ويعاد في التاسعة مساء، والسادسة صباحا صباحاً، وذلك طيلة أيام شهر رمضان المبارك.