عمان - قال وزير الصحة الدكتور نايف هايل الفايز أمس إن "السياحة العلاجية على سلم الأولويات الوطنية، ويجب العمل للنهوض بها وتطويرها وتعزيز دورها في الاقتصاد الوطني، ودفع عجلة التنمية الشاملة".
وأضاف خلال اجتماعه مع رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور عوني البشير وأعضاء الجمعية أن "السياحة العلاجية ستعاد إلى واجهة القضايا المطروحة، لتأخذ دورها في الحراك المجتمعي والحكومي لتحقيق التقدم".
وأكد الدكتور الفايز أنه "سيعمل مع جميع القطاعات الوطنية المعنية للتحرك باتجاه النهوض بالسياحة العلاجية، وتجاوز السلبيات التي اعترتها خلال المرحلة السابقة وأدت إلى تراجع دورها".
ودعا الدكتور الفايز في هذا السياق إلى تشكيل لجنة تضم جميع القطاعات المعنية لصياغة رؤى شمولية للسياحة العلاجية، من حيث أهدافها وأدواتها ووسائل تحقيقها وتحديد السلبيات، والآليات لتلافيها والبرامج والخطط العملية لإعادة وضع السياحة العلاجية على المسار الصحيح.
وأشار إلى أن الوزارة تنظر باهتمام بالغ لدور المستشفيات الخاصة في النهوض بالخدمات الصحية في المملكة، وتعتبر الوزارة هذه المستشفيات شريكا صحيا استراتيجيا، سيعمل على دعمه وتحفيزه لمزيد من التطوير والتحديث.
وطلب تشكيل اللجنة بالسرعة القصوى وأن تباشر اجتماعاتها ولقاءاتها على نحو منتظم مكثف، لبحث القضايا المتعلقة بالسياحة العلاجية بعمق، وتغليب المصلحة العامة على أية مصالح أخرى.
وأكد الدكتور الفايز أن الأردن يمتلك جميع المقومات التي من شأنها صناعة سياحة علاجية متقدمة منافسة لدول المنطقة، مبينا أن القطاع الطبي شهد خلال السنوات الماضية، نقلات نوعية على صعيد البنى التحتية وتجهيز المستشفيات بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية، فضلا عن التأهيل العالي للأطباء والكوادر المساعدة والسمعة الطبية التي يتمتعون بها. وشدد على أهمية الالتزام بأجور طبية محددة واضحة، سواء للمستشفى أو للأطباء، داعيا إلى العمل باتجاه تحديد الأجور وإعلانها بوضوح لتعمم على الجهات المعنية، وبخاصة سفارات الدول التي يفد المرضى منها للعلاج في الأردن.
من جهته، عبر الدكتور البشير وأعضاء جمعية المستشفيات الخاصة عن تقديرهم للجهود التي يبذلها وزير الصحة، لمد جسور التعاون والتنسيق مع الجسم الطبي للنهوض بالسياحة العلاجية.
وأبدى الدكتور البشير اهتمام الجمعية وحرصها على العمل تحت مظلة الوزارة وإشرافها ورقابتها على مسألة السياحة العلاجية.
وأشار إلى أن المستشفيات الخاصة على أتم الاستعداد لتعزيز دورها الحيوي للنهوض بالسياحة العلاجية وتشجيعها، لافتا في الوقت نفسه إلى أن السلبيات التي يشار إليها على صعيد السياحة العلاجية فردية ومحددة، على نطاق ضيق ولا يجوز التعميم على الجميع. وقال في هذا الصدد إنه يجب تسمية الأشياء بأسمائها والإشارة بوضوح إلى الجهة أو المستشفى الذي يمارس فعلا سلبيا من دون الحديث بعمومية تشوه الصورة الحقيقية لإنجازاتنا الصحية الكبيرة. وأضاف أن المستشفيات الخاصة التي تعمل في مجال السياحة العلاجية، وتستقطب المرضى لا تتجاوز 10 مستشفيات من أصل 61 مستشفى خاصا في الأردن. وأكد الدكتور البشير ضرورة استثمار الفرص المواتية للنهوض بالسياحة العلاجية، لافتا الى أن الأجور الطبية في الأردن هي الأقل على مستوى المنطقة، والأهم من ذلك الخبرة والسمعة الطيبة التي يجب أن نوظفها على نحو جيد لتسويق السياحة العلاجية، وستقوم الجمعية بنشاط مكثف لهذه الغاية. ودعا إلى إقامة مكاتب أردنية في دول، مهمتها متابعة قضايا السياحة العلاجية وتنسيق استقبال المرضى ومتابعة شؤونهم. وكان الأردن حصل على المرتبة الأولى في مجال السياحة العلاجية على مستوى المنطقة، حسب خبراء البنك الدولي.