جرش–الغد- يشكو سكان حي مسجد علي بن أبي طالب في مخيم جرش (غزة)، وبعض الأحياء السكنية الأخرى في بلدة مرصع وساكب والكتة ونحلة والحبسان ومناطق واسعة في محافظة جرش، من انقطاع المياه عن منازلهم منذ أكثر من شهرين.
وقال سكان بمخيم جرش الذي يضم نحو 400 أسرة، إنَّ مياه الشرب لم تصلهم منذ شهرين متتاليين، رغم الشكاوى المتعدِّدة التي توجَّهوا بها إلى الجهات المعنية، وفشل محاولاتهم المتعددة في مقابلة مدير مياه جرش.
أبو يوسف، وهو أحد سكان المنطقة، يبيِّن أنَّ بعضهم يلجأون لشراء المياه من الصهاريج بأسعار خيالية، حيث يتراوح سعر متر المياه الواحد ما بين 7-9 دنانير، فضلا عن أن مياهه غير صالحة للشرب والاستخدامات المنزلية الضرورية.
ويذهب إسماعيل الشيخ من مخيم جرش، إلى أنَّ المياه التي يقومون بشرائها من الصهاريج الخاصة "غير صالحة للشرب والاستخدام ومياهها غير صافية"، مبينا أنَّ ذلك يضطرهم للذهاب إلى عيون المياه والينابيع لغاية الحصول على مياه قد تكون نظيفة.
ويجد المواطن إبراهيم حمدان أنَّ نقص المياه أدَّى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات السامة التي تراكمت في قنوات تصريف المياه المكشوفة في المخيم، خصوصا أنَّ المخيم غير مربوط بشبكة صرف صحي، ويتمُّ تصريف المياه عن طريق قنوات تربط بين البيوت داخل الأحياء السكنية.
وبيَّن السكان في عريضة سلموها أول من أمس إلى محافظ جرش والجهات المعنية، أنَّ المساجد والمرافق العامة والمدارس والروضات والحضانات تعاني نقصا حادا في مياه الشرب، ما أدَّى إلى إرباك العمليات التعليمية والتجارية والمهنية في المنطقة، خصوصا أنَّ عدَمَ وجود مياه يعيق عمل تلك الحرف والمهن.
وجاء في العريضة التي حصلت "الغد" على نسخة منها، أنَّ عدم وصول المياه إلى منطقتهم "يعود لسوء في التوزيع وليس لقلة المياه، حيث أن مناطق أخرى في المخيم يتم ضخ المياه لهم بشكل أسبوعي وبكميات كبيرة تغطي حاجة سكان المنطقة".
وفي منطقة مرصع التي تبعدُ ما يقارب 18 كيلو مترا عن جرش، يشكوا سكانها من عدم وصول مياه الشرب لمنازلهم لفترات متقطعة؛ فمنهم من دون مياه منذ شهرين، ومعظمهم من شهر وأكثر وفي عدة مناطق مختلفة، من أبرزها الحي الشرقي والحي الجنوبي والحوض وحي المركز الصحي، وفقَ رئيس بلدية باب عمان محمود الطاهر.
وأرجع الطاهر سبب نقص المياه إلى سوء توزيعها، واعتداء المواطنين أنفسهم على محابس المياه والخطوط الرئيسية.
وقال الطاهر إنه قام شخصيا ولعدة مرات بمخاطبة مياه جرش لغاية إيصال المياه إلى المشتركين ولكن من دون جدوى، مشددا على ضرورة "تحري العدالة في تعيين موزعي المياه الذين يوزعون بكل عدل وبالتساوي على المواطنين". كما طالب بالحدِّ من عبث المواطنين بالمياه، وتركيب محابس مياه جديدة
واتفق المختار محمد عبدون والمختار عودة مكازي من بلدة مرصع على أنَّ المواطنين يتحملون تكاليف باهظة في سيبل شراء مياه الشرب، خصوصا في ظلِّ إرتفاع درجات الحرارة، وقرب حلول شهر رمضان المبارك.
وفي بلدة ساكب تؤكد أمل الشبلي، وهي ربة منزل، أنَّ مياه الشرب لم تصلهم منذ شهر، وأنها وصلت إلى جيرانهم الذين لا يبعدون عن منزلها 50 مترا.
وأوضحت الشبلي أن " موزعي مياه الشرب في منطقة ساكب تحديدا غير عادلين في توزيع مياه الشرب، فيتم الضخ إلى منطقة ساكب كل أسبوعين مرة واحدة، ولكن تستثني العديد من الأحياء السكنية وغيرها من الأحياء تصلهم مياه الشرب على مدار 48 ساعة وأكثر.
من جهته أكد المواطن خالد العياصرة أنَّ معظم سكان مناطق بلدية المعراض وغيرها من مناطق المحافظة، أصبحوا يضطروا للشرب من مياه الينابيع والعيون المنتشرة في المنطقة.
وأضاف العياصرة أن استخدام مياه الينابيع لغايات الشرب تسببت لهم بعدة أمراض مختلفة، منها الإسهال وإرتفاع درجات الحرارة وغيرها، وفق ما أكد لهم الأطباء.
في المقابل أكد مدير صحة جرش سابقا د. أحمد العتوم أنَّ مياه الينابيع والعيون في مختلف مناطق المحافظة غير مسموح باستخدامها لغايات الشرب أو الاستعمالات المنزلية الضرورية.
وأوضح أنَّ مديرية الصحة بالتعاون مع سلطة المياه تقوم باستمرار بوضع إشارات تحذيرية على تلك الينابيع لتحذير المواطنين من استخدامها لغايات الشرب.
إلى ذلك، أكد رئيس بلدية المعراض الدكتور أحمد الزعبي أنَّ مديرية المياه قامت قبل عدة أشهر بشراء خطوط مياه كبيرة جدا، لغاية تبديل بعض الخطوط التالفة في منطقة ريمون التي تعرَّضت لتلوث مياه الشرب من إحدى الحفر الامتصاصية العام الماضي، ولكن لم تقم لغاية الآن بتركيبها أو أخذها.
وحاولت"الغد" مرارا الاتصال مع مدير مياه جرش المهندس جمال الرشدان على هواتفه النقالة "من دون جدوى"، كما حاولت لعدة مرات الاتصال مع الناطق الإعلامي في وزارة المياه والري عدنان الزعبي الذي وعد لأكثر من مرة مخاطبة مدير المياه للرد على الاستفسارات.