هناك قواعد أساسية في تربية الطفل والتي يجب على الأبوين الالتزام بها لتنشئة وتربية الطفل تربية سليمة، وهذه القواعد نلخصها فيما يلي:
•القدوة: الوالدان هما المعلم الأول للطفل. فالطفل يتعلم أولا بالتقليد؛ لذا يجب أن يكون الوالدان قدوة ومثالاً جيداً يحتذي به الأطفال في كل الأمور.
•المتابعة: كثيراً ما ينشغل الآباء عن الأطفال بسبب ظروف الحياة ومحاولة الآباء توفير سبل الحياة الكريمة لأطفالهم. غير أن هذا الأمر قد يؤثر سلباً على الأطفال لما يتعرضون له من مشاهدة برامج و كتب ومواقع إلكترونية وأمور لا تناسب سن وثقافة الأطفال ويكون لها التأثير الأكبر على عقول الأطفال. ومن هنا لابد أن يتابع الآباء عن كثب ما يقدم للأطفال لمراقبة الأفكار المتدفقة نحو عقل الطفل وتنقيتها دون أن يشعر الأطفال أنهم مراقبون.
•التأديب بالحب: عادة ما ينظر الأطفال للتأديب على أنه عقاب ومعادة من جانب الآباء لهم؛ لأن التأديب دائماً ما يأتي في صورة أوامر يصدرها الأب أو الأم للطفل دون تفاهم. ويمكن للآباء أن يحصلوا على نتائج أفضل في تربية الطفل عندما يغلفون التأديب بالحب والتفاهم. ويعتمد تأديب وتربية الطفل على وضع حدود يلتزم بها الطفل كي لا يخرج عن سيطرة الوالدين مع وضع عقوبة مناسبة للخطأ الذي يرتكبه الطفل، مع إفهام الطفل بأن العقاب الذي يناله هو نتيجة الخطأ الذي ارتكبه وليس بسبب كراهية الأب أو الأم له.
•المكافأة والعقاب: تشجيع الطفل عن طريق المكافأة له تأثير سحري في تعزيز القيم الإيجابية في نفوس الأطفال. ويجب أن تقترن المكافأة بتشجيع السلوك الإيجابي للطفل بدلاً من التركيز على السلوك السلبي وعقابه عليه. وفي حالة عقاب الطفل على سلوك خاطئ، يجب أن يقترن العقاب أيضاً بتوضيح السبب. فلابد أن يقوم الأب أو الأم أولاً بتوضيح السلوك الخاطئ فور قيام الطفل به، ثم التحذير منه، وبعد ذلك يمكن اللجوء لعقاب الطفل عند تكرار السلوك الخاطئ.
•المشاركة وروح الجماعة: يجب تنمية المشاركة – وهي الميزة الفطرية التي فطر الله الطفل عليها - عن طريق تحبيب الطفل في العمل الجماعي وسط الأسرة الذي ينتقل بدوره مع المجتمع، وترسيخ مفهوم روح الجماعة عند الطفل. فالنواة الأولى لروح الجماعة تنشأ داخل الأسرة عن طريق مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية، وشكر الطفل وإبداء السرور عند مبادرته بعرض المساعدة على الوالدين أو الإخوة.
•توصيل القيم: التعليم بالموقف هو أفضل وسيلة عملية لتوصيل القيم وتربية الطفل تربية صحيحة، حيث يستغل الأب أو الأم موقف معين للخروج منه بقيمة مثالية بالتحدث عن الموقف واستخراج العبرة والقيمة منه ومناقشة الطفل في القيمة، وأن يطلب من الطفل المشاركة في وضع طرق لتطبيق القيمة التي تعلمها مما يعزز ترسيخ القيمة في نفس الطفل.
•لغة الحوار: إذا كانت لغة الحوار بين الآباء والأطفال قائمة على الاحترام المقرون بالحب فإن هذا الأمر سينعكس على شخصية الطفل في معاملة الوالدين والآخرين. كما أن الحوار والمناقشة بين الآباء والأطفال يبنيان جسرا من الثقة بين الطرفين، ويدعمان شخصية الطفل بأسس الثقة بالنفس والقدرة على الحوار مع الآخرين.
•مائدة الطعام جسر من المودة: مائدة الطعام وقت ثمين وفرصة عظيمة لتشجيع الأطفال على الحوار مع الآباء ومناقشة ما حدث لهم أثناء اليوم. فلابد أن يحرص الآباء على الإصغاء للأطفال والتحدث معهم بلغتهم حتى يصبح الحوار أمراً محبباً للأطفال. ويمكن استغلال وقت الالتفاف حول المائدة، لتناول الطعام مثلاً، بطرح الأسئلة المفتوحة التي تجعل الطفل يستفيض في الكلام، وكذلك استغلال ذلك الوقت في مناقشة الأمور الخاصة بالأسرة التي يٌسمح للطفل أن يبدي فيها رأيه فتجعله قادرا على اتخاذ القرار.