شاب من مدينة المبرز-الهفوف.......
يقول عنه احد رفقائه......
قابلته رحمه الله أثناء وصوله إلى البوسنة والهرسك .....
كانت له هيبه ...ووقار وسمت قلما تجدهما في شخص آخر....
كان رحمه الله حافظا لكتاب الله .......
كثير الصمت , وقور, ذو هيبة, أشبه المجاهدين بالشهيد ابي عبدالله الشرقي (مشعل القحطاني) في سيرته وشخصيته وخلقه......
رأيته أول مرة في مضافة زنتسا, أرسله الإخوة إلى جبهة مدينة توزلا للإنضمام للمجاهدين العرب ليعينهم في الدعوة هناك, حيث أنه من طلبة العلم المميزين وحافظ لكتاب الله وخريح الجامعة كلية الشريعة... وشاء الله أن ألحق بهم بعد فترة في توزلا .............
وأن اسكن معه في نفس الغرفة مع العابد الآخر الشهيد فياض اليمني......
عشت معه في نفس الغرفة قرابة الأربعة شهور, كان كثير الصمت , وقورا, دائم الذكر ....
وكان دائما يقول( هذه الأيام (أيام الجهاد) محسوبة علينا , فلنكثر فيها الذكر ....... لعل الله يتقبل منا الذكر اذا لم يقبل جهادنا لكثرة ريائنا).... وهذا كله رحمه الله من ورعه وتقواه. ...كان دائما يقوم قبل أذان الفجر بساعتين , يقيم الليل باكيا, ويبتهل إلى الله أن يرزقه الشهادة. ...... وكانت له حلقة في المسجد يعلم الأطفال قراءة القرآن,كان محبوبا بين الأهالي ........
ذهبت معه مرة للبريد ليتصل على شقيقته, حيث أن والدته قد توفيت قبل مقدمه, وكانت أخته تحاول أن تقنعه بالرجوع لإتمام مراسم زواجه التي أجلها وزيارة والده الذي سقط طريح الفراش مريضا............. وكنت أسمعه يقول لإخته (هذا طريقي قد اخترته ولن أتراجع عنه, لا تحاولي إقناعي) ..........
وكان الإخوة المجاهدين وقت الفراغ يذهبون لبعض الأماكن الجميلة في مناظرها الطبيعية للترفيه والتسلية....... وكان رحمه الله يلقي الخواطر الإيمانية التي ترقق القلوب..........
وتذكر هنا بالآخرة.........
وقبل العملية التي كانت فيها أجله, قرر الإخوة الذهاب لرحلة ترفيهية في إحدى البحيرات , أعتذر أبو دجانة لأمير المجموعة عن الذهاب معهم في الرحلة, فاستفسر منه الأمير عن السبب, فقال أبو دجانة لأمر بيني وبين نفسي ,أريد أن أختلي بنفسي. فسمح له الأمير على مضض ......................
وفي يوم العملية كنت أرقبه, كانت هناك أبتسامة على محياه لا تفارقه, لعل كان عنده إحساس بلقاء طالما إنتظره, وقام الأمير بتوزيع المجموعات للإقتحام.............
وعند بدء العملية تفرقنا حيث كنت في الميسرة وهو كان في الميمنة......... ثم اقتحم الإخوة ومعهم ابو دجانة خندقا ارتباطيا للصرب...........
وحصل تراشق بالقنابل اليدوية, وكان أبو دجانة في الخندق يصلى أعداء الله من سلاحه .......
فسقطت قنبلة خلف الخندق على مستوى رأسه فاخترقت شظية رأسه من الخلف واستقرت داخل رأسه , وكان خلال أصابته غائب عن الوعي , ويردد.....
الحمد لله والله أكبر....... الحمد لله والله أكبر...... الحمد لله والله أكبر......
نقل أبو دجانة إلى المستشفى...........
وبقى هناك ثلاث أيام ثم فاضت روحه إلى بارئها............
وفي يوم دفنه إمتلأ البيت بأهل القرية وحضر جنازته جمع غفير لم تشهده جنازة مثلها.........
على حسب كلام وجهاء القرية............
ودفن هناك رحمه الله رحمة واسعة......
فإلى جنة الخلد إن شاء الله يا أبا دجانه .......
يا فخر أهل الإحساء ودرتهم ......ويا عابد توزلا وفارسها......
رحمك الله رحمة واسعة والهم اهلك وذويك الصبر والسلوان....
يا أهله لا تـحزنـوا .................قد باع والله اشترى
هذا الطريق سلكته..................قد خطه خير الورى