بكين- في أحد أحياء العاصمة الصينية بكين تقع واحدة من أكبر المدن الصناعية "Xingwang" التي تضم مكاتب ومصانع نوكيا، بالإضافة إلى الموردين الرئيسيين مثل؛ Sanyo Energy وIbiden Electronics وغيرها، لإنتاج الهواتف المحمولة وفقا لمعايير بيئية تخضع لها كافة خطوط إنتاج المصنع وقنوات التوزيع والتسويق والمبيعات انتهاء بالمنتج.
ووصفت دراسة بحثية أجريت مؤخرا من قبل شركة أبحاث عالمية "SOL" and "SDR" المجمع الصناعي بأنه "واحد من أكبر المجمعات الصناعية المتكاملة في العالم"، كما وجدت الدراسة أن مدينة "Xingwang" الصناعية تحقق سنوياً انخفاضا في استهلاك الطاقة إلى ما يعادل 45 ألف طن من الفحم. وانخفاضا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ما يقرب من 88000 طن وتوفير نصف مليون طن من المياه، والحد من التعبئة والتغليف ليعادل حجم المستدام إلى أكثر من 1500 هكتار من غابات الصنوبر الأحمر الصينية.
ونظمت نوكيا مؤخرا زيارة لعدد من الصحافيين من مختلف أنحاء العالم لمقر مصنعها في الصين لإلقاء النظر على خطوات تصميم واختبار وإنتاج أجهزة نوكيا في المصنع عن كثب.
ويتميز تصميم مباني الشركة بأنها خضراء صديقة للبيئة فجدرانها زجاجية ثنائية؛ لمنع تسرب الطاقة منها، وتستخدم في بنائها مواد عاكسة لحرارة الشمس والتي تسمح بتقليل درجة الحرارة، وأنظمة طاقة مركزية للتحكم في تكييف الهواء والإضاءة وأجهزة العرض.
ويعتبر المبنى أول مكتب تجاري في الصين يحصل على شهادة (LEED) الذهبية. وقد حاز هذا الإنجاز على التقدير من قبل نوكيا في جميع أنحاء العالم، واتخذته العديد من المكاتب الأخرى مثالا لممارسات مفهوم الاستدامة.
رحلة إنتاج الجهاز
وتبدأ رحلة إنتاج جهاز نوكيا المحمول في مكتب التصميم داخل حرم الشركة حيث يستخدم المصممون في الشركة أجهزة ومعدات فائقة الدقة والتطور، حيث يحولون التصميم الكمبيوتري إلى جهاز يطبع الهاتف بشكل ثلاثي الأبعاد ليتم العمل عليه بشكل متكامل.
ثم يتم إرسال النموذج إلى أرض المصنع حيث يقوم العمال بإنتاج عدد محدد من الأجهزة المحمولة ويجمعون كل مكوناتها، سواء أكانت تملك شاشات تعمل باللمس أو كاميرات أو أية إضافات أخرى ويحضرونها لدخول مركز الاختبار.
في مركز الاختبار يعامل الهاتف بظروف استثنائية خارقة لإضافة المزايا التي تجعله يعيش عمرا مع المستخدم. فيضعون الهاتف على سبيل المثال في أفران غاز خاصة بدرجات حرارة ورطوبة عالية جدا لرؤية مدى تحمل الجهاز لتلك الظروف البيئية الصعبة، كما يخضعون الهاتف لعملية القذف والرمي المتعمد لاختبار مدى تحمل الهاتف للصدمات ويقومون بوضعها داخل أجهزة خاصة تعمل على الضغط على مفاتيحها لاختبار مدى تحملها للنقر والاستخدام المتكرر.
ويخضع الهاتف أيضا لاختبارات أخرى على أجهزة صممتها نوكيا بالتعاون مع شركات تكنولوجية لجعل الهاتف عمليا ومثاليا للمستخدمين، وبعد تعرض الهاتف لسلسلة الاختبارات القاسية يتم فحصه من قبل المهندسين لمعرفة الخلل الذي سببته تلك الظروف، والعمل على اضافة المزايا التي تمنع الهاتف من التعرض لخطر الدمار جراء تعرضه لظروف حياتية مشابهة.
وينتهي مشوار إنتاج الهاتف في المصنع الضخم الذي ينتج الهاتف على خطوات ابتداء بلوحة التحكم وانتهاء بالتغليف والشحن والتوزيع.
وتنفذ نوكيا أكبر شركة في العالم خطة توعوية لإعادة تدوير الهواتف المحمولة، عبر ما يقارب 5000 نقطة تجميع في 85 دولة. وبدأ البرنامج في الشرق الأوسط وافريقيا وحقق نجاحا في العديد من البلدان بما في ذلك جنوب افريقيا ونيجيريا وغانا وكينيا ومصر ولبنان والأردن والإمارات والسعودية، حيث يقدم المستخدمون الأجهزة القديمة وغير المرغوب فيها والتالفة وكمالياتها، وليس فقط منتجات نوكيا، بل أيضا منتجات الشركات الأخرى في نقاط خدمات نوكيا حيث يتم جمعها لإعادة التدوير الصحيح.
ويمكن استخدام جميع المواد في هواتف نوكيا مرة أخرى لتقديم قطع لمنتجات جديدة مثل؛ الدراجات وغلايات الشاي أو حتى مادة حشو الأسنان أو لتوليد الطاقة.
وتأخذ نوكيا بعين الاعتبار وعلى محمل الجد حقوق الملكية وحماية شعارها وعلامتها التجارية، وتعمل على جبهات عدة لمحاربة ظاهرة انتشار الأجهزة المقلدة المصنعة في الصين؛ وتتركز جهود الشركة على عملية التقليد كاملة بدءا من التصنيع حتى وصولها إلى المستخدمين من خلال منافذ التوزيع إلى الأسواق.
ومن ضمن جهود نوكيا للقضاء على هذه الظاهرة، فقد أسست الشركة فريقاً عالميا يركز على حماية العلامة التجارية ومكافحة التقليد من خلال شبكة دولية من المحققين والمحامين المختصين في هذا المجال. ويقول مدير الشؤون الحكومية لنوكيا في الشرق الأوسط وافريقيا يوسي هينكانن، من المهم للمستخدم أن يفهم مخاطر شراء الأجهزة المقلدة، لا لكونها لا تصنع وفق المعايير العالمية ولا تخضع لاختبارات الجودة القاسية، بل لضعف الصيانة وخدمات ما بعد البيع.
وفي أسوأ الأحوال؛ فإن هذه الأجهزة من الممكن أن تكون مضرة وخطرة جدا نظرا لعدم وجود أي مقاييس على المواد المستخدمة ولا على اختبار الجودة أثناء عملية التصنيع، إذ ان مصنعي الهواتف المقلدة لا يلتزمون بالممارسات المفروضة من حيث شروط العمل في المصانع والاستدامة البيئية وغيرها من الشروط القياسية في عملية التصنيع.